هذا الخبر يأتيكم برعاية موقع عيون الجزيرة الاخباري ويتمنى لكم قضاء وقت ممتع في قراة هذا الخبر
كيفن روز*
أعتقد أنه على مدى السنوات القليلة الماضية، بدأت أنظمة الذكاء الاصطناعي تتفوق على البشر في عدد من المجالات، كالرياضيات والبرمجة والتشخيص الطبي وغيرها، وهي آخذة في التحسن يوماً بعد يوم.
وأعتقد أيضاً أنه قريباً جداً، ستزعم شركة أو أكثر من شركات الذكاء الاصطناعي أنها ابتكرت «ذكاءً اصطناعياً عاماً»، أو «AGI»، والذي يُعرّف بأنه شيء يشبه نظام ذكاء اصطناعي مخصص للأغراض العامة، يمكنه القيام بجميع المهام المعرفية التي يمكن للإنسان القيام بها تقريباً.
ومن المتوقع، عند الإعلان عن ولادة الذكاء الاصطناعي العام، أن تحتدم النقاشات حول التعريفات والحجج، وما إذا كان يُعتبر ذكاءً اصطناعياً عاماً «حقيقياً» أم لا. ولكن هذه النقاشات لن تكون ذات أهمية في الغالب، لأن النقطة الأهم والأصح هي أننا نفقد شيئاً فشيئاً احتكارنا للذكاء البشري، وننتقل إلى عالم مليء بأنظمة ذكاء اصطناعي قوية للغاية.
على مدار العقد المقبل، من المرجح أن يولد الذكاء الاصطناعي القوي تريليونات الدولارات من القيمة الاقتصادية، ويميل ميزان القوة السياسية والعسكرية نحو الدول التي تسيطر عليه. ومعظم الحكومات والشركات الكبرى ترى هذا الأمر جلياً بالفعل، كما يتضح من المبالغ الضخمة التي تنفقها لريادة هذا السباق.
وسواء كنت تعتقد أن «الذكاء الاصطناعي العام» سيكون رائعاً أم سيئاً للبشرية، وقد يكون من السابق لأوانه الجزم بذلك، فإن وصوله يثير أسئلة اقتصادية وسياسية وتكنولوجية مهمة لا نملك إجابات عنها حالياً.
ولم أتوصل إلى هذه الآراء كمستشرف ساذج للمستقبل، أو مستثمر يروج لمحفظته الاستثمارية في الذكاء الاصطناعي. لقد توصلت إليها كصحفي قضى وقتاً طويلاً في التحدث إلى المهندسين الذين يبنون أنظمة ذكاء اصطناعي قوية، والمستثمرين الذين يمولونها، والباحثين الذين يدرسون آثارها. وقد توصلت إلى الاعتقاد بأن ما يحدث في قطاع الذكاء الاصطناعي الراهن أكبر مما يدركه معظم الناس.
في سان فرانسيسكو، حيث أقيم، لا تُعد فكرة «الذكاء الاصطناعي العام» غريبة أو شاذة. فالناس هنا يتحدثون عن الشعور بهذه التقنية، وقد أصبح بناء أنظمة ذكاء اصطناعي أذكى من الإنسان الهدف الصريح لبعض أكبر شركات وادي السيليكون. وبهذا الصدد، ألتقي باستمرار مع مهندسين ورواد أعمال يعملون في المجال، ويخبرونني بأن التغيير المقبل كبير، وسيُحدث فرقاً جذرياً في العالم، وبأن نوعاً من التحول لم نشهده من قبل على وشك الحدوث.
قليلون هم من سمعوا بالذكاء الاصطناعي العام خارج منطقة الخليج في سان فرانسيسكو، ناهيك عن البدء في التخطيط له. وفي مجال عملي، لا يزال الصحفيون الذين يأخذون تقدم الذكاء الاصطناعي على محمل الجد معرضين للسخرية بوصفهم حمقى ساذجين أو عملاء للقطاع.
بصراحة، أفهم ردود الفعل هذه. فرغم أن لدينا الآن أنظمة ذكاء اصطناعي تسهم في إنجازات حائزة على جائزة نوبل، ورغم أن 400 مليون شخص يستخدمون «تشات جي بي تي» أسبوعياً، فإن الكثير من الذكاء الاصطناعي الذي يواجهه الناس في حياتهم اليومية مزعج.
وأتعاطف مع الأشخاص الذين يرون مخلفات الذكاء الاصطناعي منتشرة في جميع أنحاء خلاصات فيسبوك الخاصة بهم، أو يتفاعلون بشكل أخرق مع روبوت دردشة خدمة العملاء ويقولون: «هذا ما سيهيمن على العالم؟». كنت أستهزئ بالفكرة أيضاً، لكن أعتقد الآن أنني كنت مخطئاً، إذ أقنعتني بعض التفاصيل بأخذ تقدم الذكاء الاصطناعي على محمل الجد.
إن أكثر ما يُربك صناعة الذكاء الاصطناعي اليوم هو أن الأشخاص الأقرب إلى هذه التكنولوجيا - من موظفين ومديرين تنفيذيين في المختبرات الرائدة ذات الصلة - غالباً ما يكونون الأكثر قلقاً بشأن سرعة تطورها.
وهذا أمرٌ غير معتاد. ففي عام 2010، عندما كنتُ أغطي صعود منصات التواصل الاجتماعي، لم يُحذّر أحدٌ في «تويتر» أو«فورسكوير» أو«بينترست» من أن تطبيقاتهم قد تُسبب فوضى مجتمعية. ولم يكن مارك زوكربيرج يختبر «فيسبوك» للعثور على أدلة على إمكانية استخدامه لصنع أسلحة بيولوجية جديدة، أو شنّ هجمات إلكترونية ذاتية التشغيل.
لقد كتب سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي»، بأن الأنظمة التي بدأت تشير إلى «الذكاء الاصطناعي العام» بدأت تظهر للعيان. وصرح ديميس هاسابيس، الرئيس التنفيذي لشركة «غوغل ديب مايند»، بأن الذكاء الاصطناعي العام ربما «يبعد عنا من ثلاث إلى خمس سنوات». ويعتقد داريو أمودي، رئيس شركة «أنثروبيك» (الذي لا يُحبذ مصطلح الذكاء الاصطناعي العام ولكنه يتفق مع المبدأ)، أننا على بُعد عام أو عامين من امتلاك عدد كبير جداً من أنظمة الذكاء الاصطناعي التي تتفوق على البشر في كل شيء تقريباً.
اليوم، يُخبرنا أصحاب أفضل المعلومات حول تقدم الذكاء الاصطناعي – أولئك الذين يبنون ذكاءً اصطناعياً قوياً، ولديهم إمكانية الوصول إلى أنظمة أكثر تقدماً مما يراه عامة الناس - أن التغيير الكبير مقبل. وتستعد الشركات الرائدة بنشاط لظهور «الذكاء الاصطناعي العام»، وتدرس خصائص نماذجها التي قد تكون مخيفة، مثل قدرتها على التآمر والخداع، تحسباً لأن تصبح أكثر كفاءة واستقلالية.
*كاتب عمود في «نيويورك تايمز»

شكرا لمتابعينا قراءة خبر «الذكاء الاصطناعي العام» مقبل في عيون الجزيرة ونحيطكم علما بان محتوي هذا الخبر تم كتابته بواسطة محرري موقع الخليج الاماراتي ولا يعبر اطلاقا عن وجهة نظر عيون الجزيرة وانما تم نقله بالكامل كما هو، ويمكنك قراءة الخبر من المصدر الاساسي له من الرابط التالي موقع الخليج الاماراتي مع اطيب التحيات.
*** تنويه هام ***
موقع عيون الجزيرة لا يمت بأي صلة لشبكة الجزيرة الاخبارية او قنوات الجزيرة القطرية فنحن موقع اخباري خليجي متعدد المصادر