عيسى هلال الحزامي

* في كل مرة تجتمع النخب الرياضية تحت سقف واحد تتفق الرؤى في ما يخص هموم الحاضر وطموحات المستقبل، ما يعني أن تشخيص الواقع ورصد مشكلاته ليس لغزاً وأن ما نطمح إليه ليس معضلة، والأهم من هذا وذاك أن المحصلة التي نبلغها لو تسنى لنا أن نصوغ منها خطة، لحققت نقلة نوعية كبيرة لرياضتنا التي مازالت تعاني على أكثر من صعيد.
* أحدث ملتقى جمع النخب الرياضية كان في مجلس الشيخ راشد بن حميد رئيس دائرة البلدية والتخطيط في عجمان، النائب الأول لرئيس اللجنة الأولمبية، ففي ختام جلسات المجلس العامر بالموضوعات الجادة في مختلف المجالات، كان الهم الرياضي حاضرًا بقوة في أمسية الأربعاء الماضي، وكانت صراحة وشفافية الشيخ راشد في الحديث عن كل ما تموج به الساحة من هموم ومشكلات مغنية لمعظم الحضور من ممثلي المجالس والاتحادات والأندية ووسائل الإعلام عن ذكر أي أعراض أخرى مما يعانيه الجسد الرياضي، سواء بالنسبة لكرة القدم التي تستأثر بالاهتمام الأكبر بحكم شعبيتها وآنية تحديات المنتخب في التصفيات الآسيوية، أو بالنسبة للألعاب الأخرى التي ما زالت تشكو بنسب ودرجات.
* انفتحت في الجلسة ملفات عدة كثيرة، لدرجة أن مجرد ذكرها قد يشغل كل المساحة المتبقية من هذا المقال!.. لكن العبرة كانت ومازالت في ما يمكن أن تحدثه هذه الأطروحات من تغيير محسوس في تفاصيل المشهد الرياضي، فقد وضح بما فيه الكفاية أننا لا تنقصنا القامات والإمكانات، ولا نعاني قصورًا في تحليل الواقع وتشخيص ما يعانيه من أزمات، إذن العلة - بكل صراحة - في عدم قدرتنا على تحويل رؤانا وأفكارنا إلى خطط وبرامج تنفيذية، فهل سبب ذلك غياب ذاك الشغف الذي من شأنه أن يثير الهمم ويترجم القناعات.. أم نظم ولوائح جامحة ضيعت بوصلتنا.. أم مسؤوليات لا تجد من هو جدير بتحمل تبعاتها وأعبائها؟
* عندما أخذت فرصتي في الحديث خلال الجلسة، لم أجد ما أضيفه بعد ما قاله «أبو حميد»، لا سيما أن معظم ما أثير من موضوعات وما تبلور من مقترحات سبق أن أوصى به الملتقى السنوي لمجلس الشارقة الرياضي، لكن صوتنا لم يصل!.. لذا ختمت مداخلتي بتفويض في صورة رجاء للشيخ راشد بن حميد بأن يتولى نيابة عنا جميعاً توصيل رسالتنا لمن يعنيهم الأمر، حتى لا نظل دائرين إلى ما لا نهاية في تلك «الدائرة المفرغة».