تتصدر دولة الإمارات خليجياً وإقليمياً في امتلاك منظومة ورؤية متكاملة ووعي كبير تجاه مكافحة الهجمات المعلوماتية، لحماية بنيتها الرقمية في الوقت الذي تواصل فيه عصابات الإنترنت والقراصنة من تطوير هجماتهم، وتسريع وتيرتها لتحقيق مكاسب مالية أو تخريبية، بالاعتماد على أحدث التقنيات وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي، وفقاً لإفادة شركات متخصصة في أمن المعلومات ل«الخليج».
أكد مسؤولو شركات أن الهجمات المعلوماتية لن تتوقف، بل تتسارع وتيرتها وتزداد مخاطرها على البنية التحتية الرقمية للمؤسسات والشركات في الإمارات، الأمر الذي يستوجب أخذ كل معايير وأنظمة حماية المعلومات في الحسبان، وفق استراتيجية شاملة ووعي كامل بالمخاطر الرقمية، التي تواجه المؤسسات والشركات على حد سواء.
وقال الخبراء: لابد من اتخاذ كافة الإجراءات للتقدم بخطوات على عصابات المعلومات العالمية، التي تستهدف القيام بعمليات تخريب للبنية الرقمية التحتية، أو الحصول على فدية أو الأمرين معاً، فيما يتوجب اتخاذ كافة الاحتياطات والإجراءات، والاستعانة بأحدث الحلول والأنظمة العالمية، لمواجهة المخاطر المتزايدة وعلى رأسها الاستعانة بالذكاء الاصطناعي، لحماية الشبكات من أية اختراقات مهما كانت كبيرة أو صغيرة.

رؤية شاملة

قال ماهر جاد الله، نائب الرئيس لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في شركة «تينابل»: لابد من امتلاك المؤسسات والشركات رؤية واستراتيجية وحلول أمنية شاملة، للتسلح ضد الثغرات الأمنية المعلوماتية والسيبرانية سواء على البنية السحابية العامة أو الخاصة أو الشبكات المحلية، والاستعانة بشريك موثوق منه في هذا المجال، لتقديم خريطة متكاملة للحماية من الهجمات بأنواعها.
وحذّر جاد الله من غياب الوعي بمخاطر الأمن الإلكتروني والسيبراني المتعاظمة، مشيراً إلى أن السباق بين القراصنة والمؤسسات والشركات، سيستمر لحماية البنية الرقمية، لاسيما في حالة دولة الإمارات التي تعد الأكثر استهدافاً، نظراً لمكانة الدولة الاستراتيجية والاقتصادية إقليمياً وعالمياً.

تعاون حكومي

أكد عزالدين حسين، المدير الإقليمي الأول لهندسة الحلول في الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا في شركة «سينتينل وان»، إن ما يميز دولة الإمارات فيما يتعلق بمشهد أمن المعلومات، هو تعاون الحكومة مع المؤسسات والشركات، لتعزيز الحماية من الهجمات المعلوماتية وتبادل المعلومات بسرعة واستباقية.
وأضاف أن الدولة تركز حالياً على تعزيز الأمن السيبراني المدعوم بإمكانات الذكاء الاصطناعي، الذي يقوم بدور كبير في كشف التهديدات والاستجابة لها وردعها على المستوى المؤسسي، في ما تمتلك الشركة منصة موحدة ومتكاملة تجمع بين أمن الأجهزة الطرفية والحوسبة السحابية وحماية الهوية لتمكين المؤسسات من تحديث دفاعاتها، وتقليص أوقات الاستجابة ومواكبة التهديدات المتطورة.
وتابع أن التحول الرقمي في الدولة، أسهم في توسعة مساحات الهجوم، مما يعرّض المؤسسات لتهديدات سيبرانية أكثر تطورًا من ذي قبل. وفي ظل تصاعد هجمات برامج طلب الفدية وبقاء الثغرات الحرجة بلا تصحيح لسنوات، لم تعد أساليب الحماية التقليدية كافية.
وأوضح، أن عمليات تحليل البيانات الآنية باتت عملية مهمة جداً في سرعة اتخاذ القرار، لمواجهة الهجمات استباقياً، عبر مراكز العمليات الأمنية الذاتية، والتي تقدم تحليلات آنيّة، باستخدام نماذج تكيفية مبتكرة للكشف الفوري عن التهديدات والاستجابة لها.

وعي كبير

قال بشير موسى، نائب الرئيس لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا في شركة «نوزومي نتووركس»: تتمتع دولة الإمارات بوعي كبير تجاه حماية البنية التحتية الرقمية، التي وصلت إليها وعززت من مكانتها الإقليمية والعالمية في مواجهة الهجمات السيبرانية وأضاف أن البنية التحتية الرقمية الحيوية تواجه تهديداً متزايداً في ظل ربط الأنظمة بعدما كانت معزولة رقمياً سابقاً، مما يجعلها أكثر عرضة للهجمات السيبرانية المتقدمة. وتابع إن التركيز حالياً ينصب على المنصات المدعومة بالذكاء الاصطناعي التي تسهم في توفير الرؤية الموحدة والكشف الفوري عن التهديدات.
وكشفت شركة Help AG، عن نتائج تقرير لها، خلال «جيسيك 2025»، أظهر أن الهجمات السيبرانية من نوع حجب الخدمة الموزعة بلغت 373,429 حالة 2024. وقال ستيفان بيرنر، الرئيس التنفيذي لشركة Help AG: «نشهد تحوّلاً من الأمن السيبراني إلى الاستقلالية السيبرانية، حيث لا تقتصر دور الأنظمة على الدفاع فحسب، بل تتّخذ القرارات أيضاً».